مدرسة السيدة – ساحل علما

واحة حياة ناشطة : تاريخًا وموقعًا

 

تقع مدرسة السيّدة ساحل علما لراهبات العائلة المقدّسة المارونيّات على رابية خضراء – من تلال ساحل علما الكسروانيّة – المشرفة على خليج جونية. تأسست عام 1919 في غادير ومن ثمّ في العام 1969 انتقلت إلى ساحل علما. تبعد ثلاثين كيلومترًا عن العاصمة بيروت، وتعتبر هذه المدرسة المكوّنة من جناحين متطاولين ومتقاطعين، ملاذًا حقيقيًّا للسلام وللمشاركة، كما أنّ الجوّ العائليّ المنتشر بين حناياها طبعها بطابعه، وحفّز المتعلّمين أكثر فأكثر على الإقبال على التعلّم بنهم وشغف.

لكنّ مبنى المدرسة لا يتكوّن فقط من صفوف وملاعب وحدائق بل هو أيضًا مجال للطموح والأمل والتجدّد والاتّحاد والانتماء والإيمان والقيم، وهو مسرح لتشارك الأفراح والأتراح أيضًا.

في هذا الإطار الهادئ والواقي يتلقّى المتعلّمون – القادمون غالبيّتهم من منطقة كسروان- تعليمهم بالّلغات الثلاث العربيّة الفرنسيّة والإنجليزيّة وذلك في مختلف مراحل التعليم من صفوف الروضة إلى الصفوف الثانويّة.

وهكذا ومنذ تأسيسها والمدرسة تواصل الاستجابة لتطلّعات الشباب من خلال مواكبة التقدّم والتطوّر في مختلف المجالات والأصعدة ، وقد حرصت المسؤولات فيها وعلى مرّ السنين تجهيزها وإغناءها بمختبرات وبغرف الكمبيوتر ومكتبة وغرفة مخصّصة للتكنولوجيا المعلوماتيّة التواصليّة التربويّة فضلًا عن مسلاط في كلّ صفّ وغيرها من الوسائل التي تسمح في خلق بيئة حاضنة للعلم والمعرفة والثقافة … وهكذا تبقى قائمة المشاريع المستقبليّة في نموّ واستمرار متواصلين.

تعتبر مدرسة السيدة صرحًا تربويًّا مميّزًا، ففيها يستطيع المتعلّم تطوير قدراته الإنسانيّة : الجسديّة الفكريّة النفسيّة والروحيّة، كما أنّ اعتماد الإدارة والمعلّمين الجودة في التعليم والتدريس يسمح للمتعلّم دومًا بتنمية قدراته ليتمكّن عند عبور عتبة المدرسة من مواجهة التحدّيات الجامعيّة وحياته في المجتمع. وأبرز ما يميّز تلامذة مدرسة السيدة أنّهم أصبحوا آباء ملتزمين في مجتمعاتهم وأمّهات مبتكرات، يكتبون سويًّا أيقونة العائلات المسيحيّة الّلبنانيّة، كما أنّ خرّيجي مدرسة السيدة هم مسيحيّون ملتزمون بالقيم الإنجيليّة، هم ” نور العالم وملح الأرض”  في المجتمع اللبنانيّ، إنّهم مواطنون مسؤولون في العالم.

وهكذا نأمل أن نسير دومًا على خطى مؤسّس الجمعيّة البطريرك الياس الحويّك وعلى خطى الأمّهات المؤسّسات لمجد الله العظيم وخلاص النفوس.

Leave Comment