كتبَ الأبُ المؤسِّسُ في إحدى رسائِلِه لبناتِهِ الراهباتِ مستشهدًا بكلامِ القدّيسِ بولس قائلاً :
“إنَّ الذي ابتدأ فيكم العملَ الصّالح، يتمّمُه الى يومِ المسيحِ يسوع”(فل۱/ ٦).
هكذا وبعدَ حوالي ربعِ قرنٍ من تأسيسِالجمعيّةُ ، أصبحَتِ تضمُّ سبعةَ عشرَ مركزًا وأكثرَ من مئةِ راهبةٍ. من ثَمّ توسَّعَتِ في انتشارها ، ففاقَ عددُ مراكزِها السبعينَ في لبنانَ وثمانيةِ مراكزٍ في سوريا. كلُّ ذلك والجمعيّةُ لم تدخلْ عقدَها السابعَ بعد.
بعدها فتحت الجمعيّةُ أبوابها إلى الخارج بحثًا عن تحصيلٍ علميٍّ لبناتِها يمكِّنُهنَّ من تأديةِ رسالتِهنَّ بشكلٍ أوسع. كما أسّست مراكز للرّسالة في أوستراليا تلبيةً لنداءات الجاليةاللبنانيّة هناك.
أكملَتِ الجمعيّةُ مسيرةَ نموِّها على صعيدِ بناءِ الإنسانِ والمؤسّساتِ رغمَ الحربِ التي أصابَتْ لبنانَ ودمّرَتْ عددًا كبيرًا من مؤسَّساتِها وهجّرَتِ الأخواتِ منهاّ. بعدَ الحربِ وبرجاءٍ كبيرٍ، قامت الجمعيّةُ بنهضة شملت جميع قطاعات خدمتها ورسالتها بغية الإستعداد للألفيّة الثّالثة.
احتفَلَتِ الجمعيّةُ بيوبيلِها المئويّ الأوّل فتجلَّتْ لها كلمات أبيها المؤسِّسِ القائل: “نشكرُ اللهَ على عنايتِهِ بِها (بالجمعيّة) منذُ نشأتِها الى الآن، حتى نمَتْ وتقوَّتْ، وعملَتْ أعمالاً حسنةً، وفازَتْ بالتوفيقِ في أمورِها الروحيّةِ والزمنيّةِ، وصارَ اسمُها معروفًا وممدوحًا عند الناسِ”.
بعد اليوبيلِ ومع الألفيّةِ الجديدةِ، بدأتْ مرحلةُ تأسيسٍ ثانٍ. من خلالِ:
أوّلا: عودةٍ صادقةٍ ومعمّقةٍ إلى الجذورِ لتأوينِ موهبةِ المؤسِّسين، حيث أعادَتِ الجمعيّةُ كتابةَ روحانيّتِها وقوانينِها.
ثانيًا: الإصغاءِ لحاجاتِ ومتطلّباتِ عالمِنا اليوم بتوسيعِ الإختصاصاتِ وتعميقِها.
ثالثاً: خلقِ علاقةٍ جديدةٍ مع العلمانييّن لتكوين أسرةٍ روحيّةٍ علمانيّةٍ، مبنيّةٍ على روحانيّةِ جمعيّة راهبات العائلةِ المقدّسة.
[/mpc_quote]