بدأ مشروعُ الحويّك ينضُجُ سنةَ ١۸٩۳بعدَ لقائِه الأمّ روزالي نصر اللبنانيّة، والأخت اسطفاني كردوش الفلسطينيّةِ الأصل، الآتيتيْن من الأراضي المقدّسةِ لتأسيسِ رسالةٍ في كفيفان – لبنان. اعتبرَ الحويّك هذا اللقاءَ تدبيرًا من العنايةِ الإلهيّةِ خاصّةً بعد أن وافَقتورحّبَتِ الأمُّ روزالي بالمشروع شرطَ موافقة السّلطات الكنسيّة المختصّة. وهكذا كان.
كشفَ البطريرك المؤسِّس في إحدى رسائِلِهِ لبناتِهِ الراهبات، عن الإلهامِ الإلهيِّ الأوَّل الذي تلقّاهُ من الرّبِ، وهو نصٌّ من إنجيلِ متّى أضحى فيما بعد نصَّ التأسيسِ للجمعيّةِ، ، فكتبَ لهنَّ ما يلي :
“لمّا عقَدْنا النيّةَ وبنَيْنا العزمَ على تأسيسِ جمعيّةِ العائلةِ المقدّسة، تَمَثَّل لخاطرِنا، أوانَذاك، تلكَ الآيةُ الإنجيليّةُ الكريمةُ القائلةُ: «أنتم نورُ العالم. لا تَخفى مدينةٌ مبنيّةٌ على جبلٍ. ولا يوقَدُ سراجٌ ويوضَعُ تحتَ المِكيالِ، لكنْ على المنارةِ ليُنيرَ كلَّ مَنْ في البيتِ. هكذا ليُضِئْ نورُكُم أمامَ النّاسِ ليَرَوْا أعمالَكم الصّالحة ويُمجِّدوا أباكُمُ الّذي في السّماوات » (رسالة الأب المؤسس ٢٤تمّوز سنة ١٩٢٤).
في ١٢آب سنة١۸٩٥ ، دعا الحويّك الأمّ روزالي وقالَ لها : ” قد آنَ لعنايةِ الله سبحانَه، أن نُخرجَ المشروعَ المنويّ من القوّةِ الى الفعلِ. وحانَ لنا أن نلبّيَ العنايةَ، فنشرعَ في ما انتدبَتْنا إليهِ من ذاكَ المشروعِ. فعليْنا أن نتدرّعَ القوّةَ من العلاءِ، ونستندَ على مَنْ لم يتّخذْ لهُ مسنَدًا لرأسِهِ تجرّدًا لإدراكِ شوطِهِ، ونشمّرَ عن سواعدِ الجِدِّ ونُقدمَ على الأمرِ دون مللٍ “. فأجابَتْه : “علينا الاستعداد، وعلى حكمةِ اللهِ التدبير وعلى قدرتِهِ التكميل. فهل مِنْ مأوىً نأوي إليه في الحال؟