الأخت ناصرة شيخاني

الأخت ناصرة شيخاني

هي عفيفة يوسف شيخاني

من عبرين، قضاء البترون

وُلِدَتْ في عبرين في 5 تشرين الأوّل 1902

توُفِّيَت في 21 تشرين الأوّل 1998 عن 96 عاماً

 

دَخَلَتْ الطّالبيّة في كانون الثّاني 1932. لَبسَتْ ثوب الابتداء في 15 آب 1932. أنْشَأَت نذورها الأولى في 15 آب 1934 ونذورها المؤبّدة في 15 آب 1944.

لعائلة الشّيخاني في عبرين تاريخٌ مع دير العائلة الذي بُني على قبو قديم اشتراه البطريرك الحويّك من هذه العائلة الكريمة وأراد أن يكون الديرَ الأمّ للجمعيّة الفتيّة.

كانت عفيفة الشيخاني، الأخت ناصرة فيما بعد، تتردّد على الدير، ودرست في مدرسة الدير. أحبَّتْ الأمّ اسطفاني وأُعجِبَتْ بشخصيّتها وشغفِها بالمسيح. وقرَّرَتْ اقتفاءَ أثرها. وعلامةً لمحبّة الأم اسطفاني لعفيفة، أعطتها إسم ناصرة، وقالت لها : “إسمٌ عزيزٌ عليّ… إسم بلدتي الناصرة التي تقدّست بطيف مريم وعبقَت بعبيرِ طهارتها. وكلّما ناديتُكِ ناصرة، سأتذكّر بلدتي”.

دَخَلَتْ عفيفة الدير في الثلاثين من عمرها. ناضجة، تقيّة، هادئة. باشَرَتْ رسالتها في المدارس، مدرسة مار جرجس – صربا، وسيّدة الورديّة – حارة حريك، ومار أنطونيوس البادوي – حوش حالا. في مدرسة سيّدة لبنان – الأشرفيّة بيروت، ودير سيّدة قنّوبين – الدّيمان، وسيّدة البرج – دير الأحمر ومدرسة السيّدة – قرطبا التي أُقفلت سنة 1952. تراوحَ عملها بين التّدريس والرّئاسة ومناظرة الدّاخليّات. شقيقتها فوتين اقتَفَتْ أثرها وتبعتها إلى الدير، هي الأخت سابين.

رسالة الأخت ناصره في دير الأحمر رسالة مميّزة، تركت ذكراً لم تمْحه الأيّام، بل كلّ صبيّة كانت تبغي دخول الدير كان أهلها يقولون لها : “إمّا أن تكوني مثل الأخت ناصرة أو بلا ما تدخلي الدير”.

شَهِدَ الأب المُرشِد ساسين زيدان على صفاتها المميّزة، هي صاحبة القلب العطوف والعين السّاهرة، واليد الممدودة. حنونة، طيّبة، لطيفة. تقيّة. هي الأمّ الحنون والمعلّمة المربيّة المُحبّة. ملاذُ الفقير ونُصرة كلّ ضعيف وذي حاجة. تركت أثراً لا يُمحى حيثما حلَّتْ وخدَمَتْ. أَمْضَتْ أيّامها الأخيرة في دير العائلة للرّاحة. الجميع يذكرها في الدير الأمّ لظلّها الخفيف وتقواها المميّزة ومحبّتها وروح الخدمة التي تمّيزت به.

بعد عمرٍ طويل ناهز الستَّ والتسعين، وبعد أن تدهورَ وضعُها الصحّي، نُقلَتْ إلى المستشفى اللّبناني الجعيتاوي حيث فَارقَتْ الحياة واستحقَّتْ أنْ تسمع كلام المرتّل :”طوبى لمن يُراعي المسكين يُنقذه الرّبّ في يوم السّوء، يحفظه ويحييه ويُسعده، وأمامه إلى الأبد يُغيثه” (مز 41: 2-3).

Leave Comment