روحانيّتُها

روحانيّتُها

روحانيّة جمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات هي روحانيّةُ البنوّة لله الآب. تركَها المؤسّسُ والمؤسِّسات إرثًا مقدّسًا ونبعًا روحيًّا لا ينضب. تستشِفُّ ابنةُ العائلة المقدَّسة روحانيّةَ البنوّة لله للآب من خلال الرّسائلِ المتبادلة بين المؤسّسُ والمؤسِّسات ومن خلال النّصوص التأسيسيّة 1، وعيش جماعة التأسيس الأولى.

في ظلّ العائلة المقدسة وعلى مثالِها، تعيش ابنة العائلة المقدسة روحانيّة البنوّة للآب فعلَ إيمانٍ بمحبّتِه التي تتجَلّى لها بالبركة والعناية والرِضى. جوابًا على محبّةِ الآبِ هذه، تحيا ابنةُ العائلة المقدسة بالشّكرِ الدائم على بركتِه، بالاتّكالِ المطلق على عنايتِه والتّسليمِ الكاملِ لإرادتِه القدّوسة، وعلى مثال الإبن الوحيد تفتّشُ دائمًا على رضاه، مقدّمةً ذاتَها:

«ذبيحةً حيّة مقدّسة مرضيّة له» (روم ١٢/١).
في ظلِّ العائلةِ المقدسة، تعترفُ ابنةُ العائلة أنَّ الآب هو بركة ومصدرُ كلِّ صلاحٍ وخيرٍ وجمال. وفي ملءِ الزمان تجسَّدتْ بركتُه بوجهِ الإبن الوحيد يسوع المسيح والمخلّص الذي جعل من بني البشر عائلةَ أبناءٍ للآبِ وإخوةً له بالروحِ القدس.

في ظلِّ العائلةِ المقدسة، تعيشُ ابنةُ العائلة بالشكرِ الدّائمِ على ما أنعمَ الله الآب عليها بالحبيب بمجّانيةٍ وسخاء؛ وتقبلُ كلَّ شيء بركةً وإحسانًا من يده 2. تُبارِكُه على عطاياه فتتجلى مشاعر المسيح في أفكارِها وأقوالِها وأفعالِها لتصبح بدورِها بركةً لمن حولِها وللمجتَمَع.

في ظلِّ العائلةِ المقدسة، تؤمنُ ابنةُ العائلةِ أن الآب عناية، وعنايته تجلّت بتجسّد الإبن يسوع الذي بموته وقيامته حقق التدبير الخلاصي وهو باقٍ معنا الى منتهى الدهر (راجع متى 28 : 20). وتعترف بأن الآب الذي خلقَها وأحبَّها ودعاها، «وهو المعتني بها والحافظُ لها والمُحسنُ إليها»” 3، يرافُقها ويسهَر عليها في كلّ ظروف حياتِها.

 1 راجع سلسلة “من تراثِنا الروحيّ”
2 راجع رسالة الأب المؤسّس في مناسبة الرياضة الروحيّة – ٢٠ تموز ١٩١٧
3 رسالة عامّة للأب المؤسّس في مناسبة الرّياضة الرّوحيّة – ١٤ آب سنة ١٩١٥

في ظلِّ العائلةِ المقدسة، تتكل ابنةُ العائلة على عنايةِ الآب ورحمتِه الأطيبِ من الحياة. وتؤمن أنّه العينُ الساهرةِ التي لا تنعسُ ولا تنام (راجع مز120؛ تث 32 :10)، واليدُ القويّة والذراعُ الممدودة (راجع تث 26 : 8) لتشفي وترحم وتغفر وتخلّص وتجدّد. تثق إبنة العائلة أن عناية الله تُظلِّلُها وتثبّت خطاها وبثقةِ الأبناءِ تقول: أيّها الآب

«ساعاتُ عمري بين يديك» (مز31 : 16).

في ظلِّ العائلةِ المقدسة، تؤمنُ ابنةُ العائلة بأنّ يسوع هو الابن الحبيب الذي عنه رضيالآب، وأنَّ روحَه القدّوس هو«مبدأُ وغايةُ وكمالُ كلّ ما كان ويكون» 4، تسعى على مثال الإبن وبهدي الروح القدس أنْ تكون دائمًا فائزة برضى الآب 5، ثابتة بمحبّتِه، متَّكِلة على أمانتِه، طائعة لمشيئتِه، فتعيش بالقناعةِ، مكتفية وشاكرة 6، راضية ومسرورة بما قسَمَه الله لها (راجع يو1 : 12).

في ظلّ العائلةِ المقدّسة، تعيش ابنةُ العائلة روحانيّة البنوّة وتعملُ كلَّ شيءٍ بالاتّحادِ الدّائمِ بالله، لأجلِ يسوع ومعَه وبقربِه، في مناخٍ من البساطةِ والتواضعِ، حيث تنمو راتعةً بالسلامِ، ناسجةً حياتَها على منوالِ يسوع ومريم ويوسف كما كان الأمر في الناصرة .7

في ظلِّ العائلةِ المقدسة، تعترف إبنةُ العائلة بأولويَّةِ الله في حياتِها. تبذُلُ حياتَها في سعيٍ دائمٍ للمطلوبِ الأوحد 8بإيمانٍ لا يتزعزع ورجاءٍ لا يُخيِّب 9(راجع روم 5 : 5). وترفَعُ له دون انقطاعٍ واجبَ الشكرِ على نِعَمِه ومواهِبِه، «مجتهِدةً في أنْ تقابلَ ذلك بالمحبةِ له وتمجيدِ اسمِه بالقولِ والعمل» 10.

في ظلِّ العائلةِ المقدسة، «قَدَّرَ الله ابنةَ العائلة أنْ تقولَ» مع الأبِ المؤسّس: «سيّان عندي طولَ الحياةِ أو قصرَها، أموتُ بعدَ قليل أو الآن هذه الساعة، كلّ هذا أقبلُه من يدِ الله! عليه اتكالي! هو حسبي وكفى! هو يُعنى بأمري في أفراحي وأتراحي! ولا يهمُّني سوى العمل بمرضاتِه، وأن أكونَ متّحدةً معَه في كلِّ حال: في السرَّاء والضرَّاء، في الضيقِ والفرجِ، بحيث لا يفصِلُني شيء عن محبَّتِه! » .11

4راجع صلاة الإفخارستيّا في نافور القدّاس الماروني
5رسالة عامّة للأب المؤسّس في مناسبة الرّياضة الرّوحيّة – 14 آب سنة 1915
6رسالة عامّة للأب المؤسّس في مناسبة الرّياضة الرّوحيّة – 14 آب سنة 1915
7راجع رسالة عامّة للأب المؤسّس في مناسبة الرّياضة الرّوحيّة – 22 تمّوز سنة 1921
8راجع رسالة عامّة للأب المؤسّس في مناسبة الرياضة الروحيّة – 26 تموز 1930
9راجع رسالة عامّة للأب المؤسّس في مناسبة الرّياضة الرّوحيّة – 26 تمّوز سنة 1922
10راجع رسالة عامّة للأب المؤسّس في مناسبة الرّياضة الرّوحيّة – 14 آب سنة 1915
11رسالة عامّة للأب المؤسّس في مناسبة الرّياضة الرّوحيّة – 25 تمّوز 1931